منذ مدة على مجموعة الياهو ATN-APTSعام 2010م وكنت قد طرحت منشورًا مهمًا للمناقشة معني بمفهوم “الـ Feedback” الذي حوله (بعض المراجعين) من فرصة للتجويد إلى فرصة لتقليل ثقة المترجم في ترجمته. ومن جهة أخرى حوله (بعض المترجمين) من فرصة للتعلم إلى نقطة سوداء في تاريخهم تتسع كلما استلم نقدًا على ترجمته.

 

كان عنوان منشوري آنذاك “كابوس الفيدباك – Feedback Nightmare”، وكان فحواه مناقشة السبب وراء رفض المترجم”للفيدباك” ولماذا لا يتحول “الفيدباك” من كابوس نخشاه إلى هدف نتمناه؟!

 

فمن وجهة نظري الشخصية عمل “المراجع” يجب أن يكون في إطار تجويد العمل وتحسين مقدرة المترجم على الترجمة. ذلك لأن “الفيدباك المهني” مثله مثل طبق علم يقدم للمترجم على مائدة ذهبية!

 

فلا يعني استلام “الفيدباك” بالضرورة أن الترجمة التي قُدمت مليئة بالأخطاء، بل يعني استلام معلومات جديدة يوافق المترجم عليها أو يعارضها؛ الأمر الذي تتولد معه المناقشة الهادفة والبناءة: عنصر أساسي من عناصر الإبداع اللغوي والعملي. ناهيك عن واقع لا بد وأن نعرفه ونستوعبه مفاده الآتي: إذا أعطيت نصًا واحدًا لعدد معين من المترجمين فسيأتينا نتاج يختلف في الأسلوب والتركيب وفي الوقت نفسه يتفق في المفهوم والثوابت اللغوية.

 

لذا وجب علينا العمل باتجاه ترسيخ مفهومًا جديدًا “للفيدباك” مفاده العلم لا التوبيخ! لتحسين المستوى اللغوي نحو تصحيح مسار ما توارثناه من أخطاء، وقع فيها كل من المراجعين والمترجمين على حد سواء.

وفي رأيي الشخصي، أساس المشكلة في أصحاب العمل أنفسهم؛ إذ أساءوا فهم المطلوب منهم واستغلوه استغلالا جانبه الصواب، ولّد لدى المترجم شعور ساعد في تقليل ثقته بنفسه إذ كلما سمع كلمة “فيدباك” فزع! وفقد بفزعه فرصة نفيسة للتعلم وللمناقشة الهادفة.

ومنشوري هذا له غرض واحد لا محالة: إعادة تفسير هذه الكلمة التي لا علاقة لها أبدًا بأي قصور في الترجمة، وإذا كان ذلك كذلك؛ فعلى المراجع أن يحول “الفيدباك” لمناقشة هادفة تثري الحصيلة المهنية واللغوية لفتح سبل الحوار أمام جيل جديد وجب احتضانه.

 

— أخي المترجم: عليك أن تتحلى بالصبر والجلد ليتسع صدرك لسماع وجهة نظر كبار المترجمين من حولك؛ فقد تتولد هنا فرص لتصحيح مفاهيم علم لا نهاية له! لا تفقد ثقتك بنفسك فالترجمة علم “ملوش كبير!” فاقرع الحجة بالحجة واثبت قدراتك ولا تقلل من مجهودك أبدًا؛ فطريق الترجمة كله عثرات عليك أن تتخطاها. تحلى بالتواضع والثقة ولا تستحي أبدًا من التساؤل وتذكر أن “قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ كَيْفَ أَصَبْتَ هَذَا الْعِلْمَ؟ قَالَ: “بِلِسَانٍ سَؤُولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ”.

 

— أخي المراجع: تذكر كيف كانت حالتك في بداياتك وتمهل، لا تجعل من مراجعتك تتبعًا لعثرات وعورات الآخرين، المراجعة “مش فرد دراع” على المترجم المبتدئ، احتسب العلم وذكاته لله وقدم للمترجم فرصة جديدة للتعلم تزداد بها حسناتك، وتذكر إنه “َفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ”.

 

#دمتم_لغويين

بقلم: شيماء رياض

Wanna Great Reads? Subscribe to our Blog!

I won't pop up in your inbox very often, but when I do, it will be about something important, exciting, or about an upcoming event!

"I respect your privacy and will treat your data confidentially"

I won’t spam, ever!

You have Successfully Subscribed!

Pin It on Pinterest

Shares